الفرد
العادي ، قد يعاني من بعض المشكلات النفسية في حياته اليومية ، لا تصل إلى درجة
المرض النفسي . ويجب الاهتمام بحل وعلاج هذه المشكلات قبل أن يستفحل أمرها ،
وتتطور الحالة إلى عصاب ، أو ربما إلى ذهان ، أو على الأقل حتى لا تحول دون النمو
النفسي السوي , ودون تحقيق الصحة النفسية .
ويجب التأكد أنه ليس هو الوحيد الذي يعاني
من مشكلة ، وأن المشكلة ليست قاصرة عليه وحده . وأن علاج مثل هذه المشكلة سهل
ميسور . فكم من أشخاص عانوا من مشكلات نفسية ، وعن طريق الاستشارة التوجيه
والإرشاد والعلاج النفسي حلت مشكلاتهم وعاشوا في سعادة وهناء .
وعلاج المشكلات النفسية يحتاج إلى دراسة
المشكلة ، ويحتاج إلى جمع البيانات المتعلقة بها وأعراضها وتاريخها .. إلخ .
فالفرد القوي هو الذي يواجه مشكلاته مواجهة واقعية ، ويعلن الحرب عليها ، ولا يهرب
منها ، ولا يتجاهلها ، بل يطلب المساعدة في حلها ، لأن مفتاح الصحة النفسية هو أن
يواجه الفرد نفسه بصراحة ، يعرف مشكلاته ، ويحددها ، ويدرسها ، ويفسرها ، ويضبطها
، ويحولها من مشكلات تسيطر عليه إلى مشكلات يسيطر هو عليها .
وفيما يلي أهم المشكلات النفسية في الطفولة
والمراهقة والشيخوخة :
الضعف العقلي Mental Deficency
تعريف الضعف العقلي : هو حالة نقص أو تأخر
أو تخلف أو توقف أو عدم اكتمال النمو العقلي المعرفي ، يولد بها الفرد أو تحدث في
سن مبكرة ، نتيجة لعوامل وراثية أو مرضية أو بيئية ، تؤثر على الجهاز العصبي للفرد
، مما يؤدي إلى نقص الذكاء ، وتتضح آثارها في ضعف مستوى أداء الفرد في المجالات
التي ترتبط بالنضج والتعليم والتوافق النفسي في حدود انحرافين معياريين سالبين .
والضعف العقلي مشكلة متعددة الأبعاد ، فهو
مشكلة طبية ونفسية وتربوية واجتماعية ، إذ أنه يصاحبه عادة اضطرابات نفسية وجسمية
، وتظهر آثاره في المجال التحصيلي والمجال الاجتماعي والمجال المهني وغير ذلك من
مجالات الحياة .
تصنيف الضعف العقلي :
1 – التصنيف على أساس
الأسباب : ويشمل :
أ – الضعف العقلي الأولي : ويضم الحالات التي
يرجع الضعف العقلي فيها إلى عوامل وراثية مثل أخطاء المورثات ( الجينات ) والصبغات
( الكروموزومات ) ... إلخ . ويحدث في
حوالي ( 80%) من حالات الضعف العقلي . ومن أمثلته حالات الضعف العقلي العائلي ،
وحالات العته العائلي المظلم .
ب – الضعف العقلي الثانوي : ويضم الحالات التي
يرجع الضعف العقلي فيها إلى عوامل بيئية تؤدي إلى إصابة الجهاز العصبي في أي مرحلة
من مراحل النمو بعد عملية الإخصاب ، ويحدث في حوالي ( 20%)من حالات الضعف العقلي . ومن أمثلته
حالات استقساء الدماغ ، وحالات القصاع .
- التصنيف على أساس نسبة الذكاء ( مقاسا
باختبارات الذكاء )
أ – المأفون ( أو المورون ):
وتبلغ نسبتهم حوالي (
75 % ) من مجموع ضعاف العقول .
ب – الأبلة :
وتبلغ نسبتهم حوالي (
20 % ) من مجموع ضعاف العقول .
ج – المعتوه :
وتبلغ نسبتهم حوالي (
5 % ) من مجموع ضعاف العقول.
3 – التصنيف الاكلينيكي للضعف العقلي :
يعتمد هذا التصنيف
على وجود بعض الخصائص الجسمية والتشريحية والفسيولوجية والمرضية المميزة بجانب
الضعف العقلي . والتي تجعل التعرف الاكلينيكي عليهم سهلا جدا
. ومن أهم الأنماط الاكلينيكية لضعاف العقول ما يلي :
. ومن أهم الأنماط الاكلينيكية لضعاف العقول ما يلي :
أ – المنغولية ( مرض داون ) :
يوجد تشابه كبير بين هذه الحالات كما لو
كانوا جميعا من أسرة واحدة ، وفي نفس الوقت لا يوجد شبه بينهم وبين أفراد أسرهم .
ونسبة هؤلاء حوالي( 5 – 10%) تقريبا من حالات الضعف العقلي .
ومن أبرز الخصائص المميزة في هذه الحالة
: الرأس العريض ومحيطه أقل من العادي ، والشعر قليل وجاف خال من التجاعيد ،
والعينان منحرفتان لأعلى وخارجا وتميلان إلى الضيق ، وغالبا بهما حول ، والأنف
عريض قصير وأفطس ، واللسان كبير عريض خشن مشقق ، وقد يبدو بارزا خلال الفم المفتوح
، والأذنان صغيرتان مستديرتان ، والقامة والأطراف قصيرة ، والكفان عريضان وسميكان
مع وجود خط مستعرض عبر راحة الكف ، والأصابع قصيرة وخاصة الخنصر وانحناءه نحو
الداخل ، والقدمان مفرطحتان ، وأحيانا يوجد شق في أسفل بين إبهام القدم والأصبع
المجاور له ، وأعضاء التناسل صغيرة الحجم ، والكلام متأخر والصوت خشن ، والنمو
والتآزر الحركي مضطرب ، ويلاحظ الترهل الجسمي بصفة عامة . ومن الخصائص الانفعالية
والاجتماعية أن الطفل المنغولي لطيف ودود مرح نشط اجتماعي يحب التقليد والمداعبة .
متعاون مبتسم بحب مصافحة الناس ولذلك يطلق عليهم البعض " الأطفال السعداء
" .
ب – القماءة أو القصاع :
تعرف هذه الحالة باسم القزامة ، لأن طول
الفرد لا يصل إلى ( 90 سم ) مهما كان عمره الزمني .
ومن أبرز الخصائص المميزة في هذه الحالة
إلى جانب قصر القامة ، النمو المتأخر ، والشعر خشن خفيف ، والشفتان غليظتان ،
واللسان متضخم ، والرقبة قصيرة وسميكة ، والجلد جاف وغليظ متجعد ومنتفخ وخاصة على
الجفنين والشفتين ، والأطراف قصيرة ، واليدان والقدمان والأصابع قصيرة وسميكة ،
والبطن بارز مستدير . والصوت خشن والكسل واضح والحركة بطيئة ، والنمو الجنسي متأخر
. والغدد الدرقية غائبة غالبا مع وجود تورم شحمي في الرقبة .
ج – استسقاء الدماغ :
ويتراوح مدى الضعف العقلي في هذه الحالة
بين الأفن والعته . ومن الخصائص المميزة لحالة استسقاء الدماغ ، كبر محيط الجمجمة ( قد يصل إلى 75سم) في بعض الحالات رغم بقاء
حجم الوجه عاديا . ويكون شكل الجمجمة مثل الكمثرى المقلوبة . وجلد الرأس يكون
مشدودا على سطح الجمجمة الكبيرة ، وتضطرب الحواس وخاصة البصر والسمع ، وتشاهد
نوبات الصرع ، ويضطرب النمو والتوافق الحركي .
د – صغر الجمجمة :
وهذه الحالة ضعف عقلي ولادي ، تتميز
بصغر حجم الرأس أو الجمجمة وصغر حجم المخ وقلة نموه . ولا يزيد مستوى الذكاء في
هذه الحالات عن العته والبله .
ومن الخصائص المميزة صغر حجم الجمجمة
وخاصة فوق الحاجبين والأذنين رغم نمو الوجه بالحجم الطبيعي ، ويميل الرأس إلى
الشكل المخروطي ، يفيض جلد الرأس على العظم الذي يغطيه فيبدو مجعدا ، والنمو
اللغوي مختلف والكلام غير واضح ، وقد تصاحب الحالة نوبات التشنج والصرع , ويكون
النشاط الحركي زائدا وغير مستقر .
هـ- كبر الدماغ :
حالة ضعف عقلي تتميز بكبر محيط الجمجمة
وزيادة حجم الدماغ ويتراوح مستوى الضعف
العقلي في هذه الحالة بين البله والعته . وهي حالة نادرة الحدوث .
ومن الخصائص المميزة لهذه الحالة كبر حجم
الجمجمة عن المعتاد وخاصة فوق الحاجبين والأذنين رغم نمو الوجه بالحجم الطبيعي ،
وعادة يصاب البصر ، وتحدث التشنجات .
و – حالات العامل الريزيسي في الدم :
حالة ضعف عقلي ترتبط
باختلاف دم الأم عن دم الجنين من حيث العامل الريزيسي ، وهو أحد مكونات الدم
ويتحدد وراثيا . فإذا كان العامل الريزيسي عند كل من الأم والأب سالبا أو موجبا
فلا توجد مشكلة أما إذا كان عند كل من
الأم والأب مختلفا فهذا يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة وإلى اضطراب في توزيع الأكسجين
، وعدم نضج خلايا الدم ، وتدمير كرات الدم الحمراء عند الجنيني وبالتالي يؤثر هذا
في تكوين المخ مما قد ينتج عنه تلف المخ والضعف العقلي وربما موت الجنين والاجهاض
أو موته بعد ولادته بقليل .
ي – حالات البول الفينيلكيتوني :
وتنتج عن وجود الفنيلكيتون في الدم ،
وعادة ما تكون نسبة الذكاء في هذه الحالات أقل من ( 50 وغالبا أقل من 25 ) . ومن
مظاهر هذا المرض إلى جانب الضعف العقلي وجود أعراض عصبية مثل الرعشة والتشنج
والصرع واضطراب الاتساق العضلي والتقلاب وتلون الجلد وكثرة العرق والرائحة الظاهرة
للبول .ولذلك يجب فحص بول الوليد . وإذا اكتشف المرض يجب العلاج بوضع نظام غذائي
خاص للطفل بمنع الفينيلالانين والأغذية التي تحتويه مثل اللبن .
ز – العته العائلي المظلم :
حالة ضعف عقلي نتيجة مرض في الجهاز
العصبي يؤدي إلى الحالة بعد نمو قد يكون سويا خلال العام الأول من عمر الطفل .
وهذه الحالة وراثية . وفيها تتأثر الخلايا العصبية فتنتفخ وتتورم وتمتلئ بالدهن مما يؤدي إلى العمى والضعف العقلي حتى العته .
وقد يصاحبها الشلل والتشنج والصرع وفقدان الضبط الانفعالي وتنتهي بالموت غالبا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق