لو
نظرنا إلى مفهوم المسافة بشكل عام، فإن المسافة تدخل ضمن الفطرة. أي إن كل
الكائنات الحية بفطرتها تتخذ لنفسها مسافات معينة تفصلها عن الآخرين حولها. على
سبيل المثال، الطيور التي تقف على خط مستقيم، تكون المسافات بينها متساوية تماما.
ولكن المقصود هنا هو المسافة بين الأشخاص. وقد تم تقسيمها إلى أربعة أقسام:
1- المسافة الحميمية: هي المسافة التي
تبدأ من الالتصاق الجسدي إلى مسافة (35) سم. وهي المسافة التي تدل على علاقة
حميمية بين الأفراد: الطفل والوالدين، الزوجين... ولكن من الممكن أن يدخل بعض
الأفراد في هذه المسافة دون أن تكون لهم تلك الحميمية، مثل: طبيب الأسنان،
الكوافير،...
2- المسافة الشخصية: هي المسافة التي
تبدأ من (35) سم، إلى (متر وربع تقريبا). وهذه المسافة هي التي يدخل ضمنها
الأصدقاء المقربين منا. وفي الغالب، عندما نريد أن يعرف الشخص الآخر أنه قد أصبح
من الأصدقاء المقربين، فإننا نسمح له بدخول هذه المسافة، أي إنه قد انتقل من مرحلة
إلى مرحلة أخرى.
3- المسافة الاجتماعية: هي المسافة التي
تبدأ من (متر وربع) إلى (3) أمتار. وهي في العادة المسافة التي تكون بين البائع
والعميل، أو بين الموظف والمراجع، أو بين الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم البعض، أو
أن معرفتهم ببعضهم سطحية. وفي الغالب، هذه المسافة في حد ذاتها تفرض على الطرفين
بعض الموضوعات التي يتم مناقشتها، وهي موضوعات عامة: حالة الطقس، الازدحام
المروري... أي إنه ليس هناك موضوعات خاصة تحمل طابع الخصوصية بأي شكل من الأشكال.
4- المسافة العامة: هي المسافة التي
تبدأ من (3) أمتار فأكثر. وهي في الغالب مسافة الشخصيات العامة والمسؤولين
والمدراء. وهي بالتأكيد تحدد الفروقات الاجتماعية والطبقات الرسمية للأفراد.
ومن
المهم الإشارة إلى أن تداخل هذه المسافات قد يضر كثيرا بالعملية الاتصالية كلها.
على سبيل المثال: عندما يدخل الطالب أو الموظف على معالي مدير الجامعة، من المهم
جدا أن يقدم للمدير احترامه الكامل عن طريق إعطائه المسافة العامة التي تم الإشارة
إليها. أي إن على الموظف أن يجلس في المقعد البعيد عن مكتب المدير بما لا يقل عن
(3) أمتار. وعلى الطالبة أن تجلس على المقعد البعيد عن مكتب العميدة بما لا يقل عن
هذه المسافة. ففي هذه الحالة، كأن الطالبة تقول للعميدة: (أنا أعرف الفرق الرسمي
بيننا.. وأنا أقدم لك كامل الاحترام الذي يجب أن تحصلي عليه). وفي النهاية، فإن
مجرد إعطاء العميدة هذه المسافة، قد يدفع بها إلى مراعاة ظروف الطالبة، أو على
الأقل إعطاءها وقتاً أطول للقاء وفرصة أكبر للكلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق