9

الاثنين، 15 فبراير 2016

الايوبين وقيام دولتهم


أ\ظهور بنى أيوب                                                                                 
       شهدت الدولة الاسلامية تطورات سياسية وحضارية منذ القرن الثالث الهجرى تعكس حالة الضعف الشديدة التى منيت بها الخلافة الاسلامية ،تلك التى باتت احوال الخلافة بسببها منوطة بسياسات قوى خارجية محركة لسياسة الدولة وموجهة لها أزاء عجز الخليفة أمام هيمنة العسكر التركى منذ القرن الثالث الهجرى ،الامر الذى جعل اوضاع الدولة الاسلامية تتراجع دون أمل فى استقرار كان لها فى عصرها الزاهر زمن العباسين الاوائل ،مما افسح المجال امام الغرب المسيحى ليعد عدته للنيل من حضارة المسلمين ووحدتهم :وجعل ذلك كله الباب المفتوح لهيمنة العسكر وشيوع الاقطاعية العسكرية التى لم تر الخلافة الاسلامية غضاضة من الاستعانة بها لمواجهة المعارضة وخصوم الاسلام وبأستقراء احداث التاريخ نصل الى ان الشرق الاسلامى بات موجها فيما بين القرن الثالث الهجرى ونهاية العصور الوسطى بفعل سياسات تركية عسكرية مقرونة بنظام اقطاعى شاع اقاليم الشرق باستثناء تلك الفترة التى شهدت تقدما اقتصاديا وثقافيا هائلا ابان الحكم البويهى والتى لجأ الخليفة العباسى القائم فى نهايتها الى الاستعانة بطغرابيك السلجوقى ليخلصه مما هو فيه ضيق وضعف
ازاء الانهيار الذى ألم بالحكومة المركزية فى نهاية ذلك العصر .
على انه بقدر ما أبان  المؤرخين السلاجقة من مأخذ أفاضو فى شان وثباتهم الجهادية التى كان لها شان كبير يذكر فى مضمار المواجهة مع بيزنطة ومسيحى الشرق ،ومما سجل فى هذا السبيل أن تلك النهضة السياسة والحضرية التى شهدها العالم البيزنطى فى القرن العاشرالميلادى قد قلل منها وأضعف من حالها هذه الوقفة السلجوقية تجاه بيزنطة ،والتى انتهت بذلك الانتصار الحاسم الذى احرزه السلطان الب ارسلان سنة 463هــ بالقرب من منازكرد حيث انزل هزيمة منكرة بالامبراطور البيزنطى رومانوس الرابع وأوقعه أسيرا وكان للعنصر التركى الذى خدم أذ ذاك فى جيش البيزنطيين أثر لا يغفل فى تغليب أقرانهم من السلاجقة الترك بعد أن انضموا اليهم مستجيبين لنداء رابطة الدم والولاء القبلى فى وقت لم تكن فيه تلك المنطقة غريبة على الاتراك ووجد الغرب الاوروبى فى ذلك كله فرصة لتحقيق ما كان يعد اليه ،ولم ير لامبراطور البيزنطى ميخائيل السابع فوقاس بدا من طلب المساعدة من البابا جريجورى السابع الذى بادر بدعوة ملوك اوروبا الى الوقوف بجانبه ضد السلاجقة الذين سرعان ما استولوا على معظم أسيا الصغرى ،ودخل بيت المقدس فى حوزتهم .
ب\أثر العصبية فى التمهيد لقيام دولة بنى أيوب

ظل بنو أيوب فى خدمة نور الدين محمود صاحب حلب ينتسون الاسباب رغبة فى الارتقاء بعصبيتهم نحو الظهور والتفرد، بعد أن استوعبوا الظروف التى مهدت للزنكيين طريقا ميسرا حققوا من خلاله أمارة اتابكية ،وققفوا على الظروف ذلك العصر الذى مكنهم من الالمام بأحوال الغرب المسيحى الذى لم يكن بأى حال بعيدا عنهم بعد أن كون الصليبين امارتهم فى الشرقى ومن الثابت أن الاشراف والنبلاء فى اوروبا فى ذلك الوقت نجحوا فى تكوين دول ومراكز حاكمة أسهمت فى اضمحلال سلطان السلطة المركزية حتى القرن الخامس عشر الميلادى ،الامر الذى لم يغفله بنو أيوب أعيان واشراف قبيلة الهذبانية الكردية المعاصرين للغزو الصليبى ،وهو نفس العامل المشجع الذى يفسر فى ضوئه ذلك الارتباط بسيادة الاقطاع فى الشرق وظهور دويلات بفعل عصبيات بدوية أسهمت بطبيعة الحال فى تعميق الرغبة لدى بنو أيوب من أجل تكوين كيان يحمل أسمهم وينتسب الى عصبيتهم .
والامر الجدير بالاعتبار أن الظروف التى ألمت بالشرق الادنى الاسلامى انذاك أسهمت بفعالية فى الارتقاء ببنى أيوب ،فالاخطار الصليبية دعت أبناء هذه الاسرة الى المشاركة فى صنع منظومة الجهاد فنجم الدين أيوب قد أعان نور الدين محمود فى الاستيلاء على دمشق وأفسح له المجال ليوحد البلاد الشامية فى مواجهة الصليبين كما أنه وابنه يوسف قد شاهدا أحداث الحملة الصليبية الثانية واحس شيركوه بحاجة نور الدين الى تكوين جبهة اسلامية متحدة بعد أن تقلد قيادة العسكر النورى وأيقن ان ذلك لا يأتى الا بضم مصر الى ملكه ،وأنه لا بد له من دور محورى فى هذا المجال .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق